كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



أما ما نقل عن ابن عباس أنه قرأ استمرت ففيها زيادة حرف وتبديل حرف فلا يجوز قراءتها {فَلَمَّا أَثْقَلَتْ} بكمال الحمل وارتفاع البطن وصارت تتألم لضرب الولادة {دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما} تضرعا وإخباتا لأنهما رأيا شيئا عجيبا لم يصرفا مصيره وخافا عاقبة الأمر واهتما بحال خروج الولد، فتوجها إلى مالك أمرهما وطلبا منه حسن العاقبة فقالا {لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحًا} بشرا سويا مثلنا سالما من النقص والزيادة {لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ 188} لنعمائك دائبين عليه، وذلك لأنهما لم يريا أحدا من جنسهما ولم يكن إذ ذاك غير الجن والحيوان والوحش والطير، فخافا أن يكون من جنس أحدهما فرغبا إلى ربهما أن يكون على شكلهما ولونهما {فَلَمَّا آتاهُما صالِحًا} كما أرادا {جعلا} أي نسلهما وأولاده على حذف مضاف مثل قولك سال الوادي وتريد ماءه، ومثل قوله تعالى: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} يريد أهلها، وحذف المضاف متعارف عند العرب واتخذا {له} للإله الواحد {شُرَكاءَ} من الملائكة والبشر والحيوان والجماد وغيرها من مخلوقاته وأشركوها بعبادته {فِيما آتاهُما} أي أولادهما وأنفسهما من النسل إذ أضافوا ذلك إليهما، وإنما ثني الضمير باعتبار أن الذي أتاهما ذكر وأنثى، وعبر بما بدل من لأن هذين الصنفين عند ولادتهما ملحقان بما لا يعقل وإنما أسند الجعل للنسل كله مع أن البعض لم يجعل لنلبسه بمحض الإيمان لأنهم الأكثر على حد قولهم بنو تميم قتلوا فلانا والقاتل واحد، وقوله تعالى: {وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ} الآية 67 من سورة مريم الآتية وليس كل إنسان يقول ذلك {فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ 189} معه من لا يستحق العبادة، وجمع الضمير على عوده للنسل الذي أشرك، وفيه تغليب المذكر على المؤنث إيذان بعظم الشرك ولأن من جوّز الشريك الواحد جوز الشركاء، وقد أضاف جل شأنه في هذه الآية فعل الآباء إلى الأبناء متهكما فيما آل إليه أمر ذريتهم، كما أضاف فعل الأبناء إلى الآباء في قوله: {اتخذتم العجل}، وقتلتم نفسا. الآيات 51 و92 و72 من سورة البقرة في ج 3 إذ خاطب فيها اليهود الذين على زمن محمد صلّى اللّه عليه وسلم بما فعل آباؤهم زمن موسى عليه السلام وهذا أحسن الأقوال في تفسير هذه الآية.
ولا يقال إن هذا من قبيل الرأي وتفسير على خلاف الظاهر، لما ذكرنا في المقدمة من لزوم اتباع الظاهر حسب المستطاع، إذ لا استطاعة هنا ولا مخلص إلا بالأخذ على خلاف الظاهر، لأنه أليق بالمقام وأوفق للمعنى، ولأنه إذا تعذرت الحقيقة وجب الجنوح إلى المجاز، ولأن إعمال الكلام ولو تأويلا عند جواز المعنى أولى من إهماله.
وبلي هذا القول قول من قال إن الضمير في خلقكم يعود إلى قريش آل قصي، إذ لا يجوز عوده لآدم عليه السلام، لأن إسناد الشرك إليه محال، كيف وهو نبي معصوم! واستدل بضمير الجمع في {يُشْرِكُونَ} لأنهم خلقوا من جنس قصي وزوجته القرشية بنت سيد مكة من خزاعة، وقد سميا أولادهما عبد مناف وعبد العزى وعبد شمس وعبد الدار، بدلا من عبد اللّه وعبد الرحمن مثلا، فيكون المراد بهذه الآية هما وأعقابهما الذين اقتدوا فيهما بالشرك، وأيد قوله هذا بقول أم معبد:
فيا لقصي ما روى اللّه عنكم ** به من فخار لا يبارى وسؤدد

حتى قال جماعة من العلماء إنه تفسير حسن لا إشكال فيه.
نعم هو وجيه إلا أنه يرد عليه عدم علمنا بقصي وزوجته بأنهما وعدا اللّه عند الحمل بما ذكر في الآية، لأنهما كانا كافرين وكانت قريش متفرقة، ثم جمعها قصي ولذلك سمي مجمعا، فلم يخلق المذكورون من نفسه فضلا عن أنه لا محل لاستغرابهما الحمل مثل آدم وزوجته.
أما ما قاله بعض المفسرين من أن الإشراك بالتسمية فقط وهو لا يعد شركا وجوزوا إطلاقه على آدم عليه السلام وزوجته، واستدلّوا بما قاله عكرمة ما أشرك آدم ولا حواء ولكن كان لا يعيش لهما ولد، فأتاهما الشيطان وقال لهما، إن سركما أن يعيش لكما ولد فسمياه عبد الحارث يعني نفسه، لأنه كان بين الملائكة يسمى حارثا ففعلا فعاتبهما اللّه على ذلك بما ذكر بالنسبة لمنصبهما، على حد حسنات الأبرار سيئات المقربين.
وقول الآخرين من أنه يفهم من قوله تعالى: {أثقلت}، أن حواء كانت تسقط حملها قبل كماله، فلما كمل في هذه المرة دعوا اللّه بما قصه في هذه الآية، واستدل بما أخرجه الترمذي وأحمد وحسنه الحاكم وصححه عن سمرة بن جندب قال: قال صلّى اللّه عليه وسلم: لما ولدت حواء طاف إبليس وكانت لا يعيش لها ولد، فقال لها سميه عبد الحارث فإنه يعيش فسمته، قال القطب: لا بعد هذا شركا لأن أسماء الأعلام لا تفيد مفهوماتها اللغوية، ولكن أطلق عليها لفظ الشرك تغليظا وإيذانا بأن ما عليه أولئك السائلون أمر عظيم.
وقال الطيبي: هذا أحسن الأقوال لأنه مقتبس من مشكاة النبوة.
وقال غيرهم إنه موافق لسياق الآية المنزلة بحسب الظاهر، ولا يصار لغيره إلا بدليل، أقول نعم لو كان هذا الحديث مسلما بصحته أما لا فلا:
لأن في سنده عمر بن ابراهيم المصري، قال أبو حاتم الرازي لا يحتج به متروك وفضلا عن هذا فإنه ليس مرفوعا بل هو موقوف على سمرة، والموقوف على الصحابي فيه ما فيه، والدليل إذا طرقه الاحتمال سقط الاستدلال به، وقد جاءت روايات أخرى عن معمر عن الحسن، وعن ابن جرير عن الحسن، وعن قتادة عن الحسن كلها مختلفة باللفظ متضاربة بالمعنى، وإن هكذا روايات لا تخلو عن الدس من أهل الكتاب، لأنه لو ثبت عن الحسن ما نقلوه عنه لما فسرت هذه الآية على غير ما روي عنه، وهناك رواية أن الآية نزلت في تسمية آدم وحواء ولديهما بعبد الحارث خرجها ابن جرير عن الخبر، بما يدل على أن هذه وتلك منقولة عن أهل الكتاب لما قيل إنها نزلت في اليهود والنصارى، لأنهم هوّدوا ونصّروا أولادهم إلى غير ذلك من الأقوال التي لا ترتكز على ما يطمئن له الضمير ويركن إليه العقل، وشكّ أن الآية من المشكلات وقد تضاربت فيها آراء المفسرين، وأحسن شي ما أثبتناه في تفسيرها وهو ما اعتمده جهابذة المفسرين، ولو كان هناك حديث صحيح لا غبار عليه يفهم منه تفسيرها على غير ما جرينا عليه لاتبعناه، قال الشافعي رحمه الله: إذا صح الحديث فهو مذهبي، وعلى هذا أكثر المفسرين من أساطين الإسلام الذين هم أعلى رتبة وأسنى مقاما من مخالفيهم.
هذا، وكان يولد لهما في كل بطن ذكر وأنثى وكانا يزوجان ذكر البطن الأول البنت من البطن الثانية وذكر البطن الثانية البنت من البطن الأول، وهكذا تناسلا وكثرا، ولهذا البحث صلة في تفسير الآية 27 من سورة المائدة في ج 3، ومن هذا النسل من جرأ واتخذ لحضرته سبحانه شركاء، من الأصنام والنجوم والملائكة والنار والبقر وغيرها من مخلوقاته تعالى اللّه عن ذلك وتنزه، وأشركا ذلك النسل فيما أتاهما من الأولاد إذ أضافوا ذلك إليهم، وعبّر هنا أيضا بما دون من لأن هذه الاضافة وقعت منها عند الولادة والأولاد إذ ذاك ملحقون بما لا يعقل كما أشرنا إليه آنفا، وإسناد الجعل للنسل على العموم، مع أن البعض لم يجعلوا جاء على ما هو متعارف عند العرب كما مر في تفسير الآية 189 ومثله قوله تعالى: {قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ} الآية 16 من سورة عبس المارة والمراد بعض الإنسان تدبر وقل {فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ 190} فيه ذلك النسل الذي جعل له شركاء، وفيه تغليب المذكر على المؤنث وإيذانا بعظم إشراكهم، قال منددا صنيعهما على طريق الاستفهام الإنكاري {أَيُشْرِكُونَ} بي وأنا خالقهم {ما لا يَخْلُقُ شَيْئًا} من الأشياء أصلا، ومن حق المعبود أن يكون خالقا وهؤلاء {وَهُمْ يُخْلَقُونَ 191} بصنع أيدي مخلوقي وجاء ضمير الجمع على صفة من يعقل بناء على اعتقاد الكفار بأن الأصنام تعقل وتنفع وتضر، فأجراها مجرى من يعقل، وفي قوله: {وَلا يَسْتَطِيعُونَ} أولئك الأوثان المتخذة شركاء لي {هم} لعابديهم عند حاجتهم لهم {نَصْرًا} مما يحل بهم من أمر مهم أو خطب ملمّ {وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ 192} أيضا إذا وقع عليهم تعد من كسر واهانة {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ} أيها الكفرة {إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ} هذا بيان لعجزهم عما هو أدنى من النصر المنفي عنهم بالنص، والهدى مجرد الدلالة على البغية والإرشاد إلى طريق حصولها من غير أن تجعل للطالب، راجع تفسير الآية 17 من سورة فصلت في ج 2 {سَواءٌ عَلَيْكُمْ} أيها المشركون بهم {أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ 193}.
وهذا مثل ضربه اللّه تعالى في عدم الإفادة منهم في الدعاء وعدمه، أي أن دعاءكم لهم في عدم الإفادة وسكوتكم عنهم سيان، فلا يتغير حالكم في الحالتين كما لا يتغير حالهم في الحالين، لأنها جماد والجماد يستوي فيه الحالان، وقال بعض المفسرين إن ضمير تدعوهم يعود لحضرة الرسول على سبيل التعظيم، أو له وللمؤمنين وضمير المفعولين في {تدعوهم} و{أدعوتموهم} للمشركين والمراد بالهدى دين الحق، أي إن تدعو المشركين إلى الإسلام لا يتبعوكم.
إلا أن سياق النظم الكريم وسياقه لا يساعد هذا البتة كما ترى، لأنه لو كان كذلك لقال عليهم مكان عليكم كما في قوله تعالى: {سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} الآية 10 من سورة يس الآتية، لأن استواء الدعاء وعدمه إنما هو بالنسبة للمشركين لا بالنسبة للداعين فإنهم فائزون بفضل الدعوة، وإن من نقل هذا القول عن الحسن لم يتثبت بنقله ولم يترو بصحته.
أما من نقله عن الطبرسي فإن صح فليس بشيء لأنه رحمه اللّه لم يحقق ما ينقله حتى قيل عنه إنه حاطب ليل ومما يقرر ما جرينا عليه ويؤكده قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} وتسمونهم آلهة ليسوا بآلهة إنما هم {عِبادٌ أَمْثالُكُمْ} مسخّرون مذلّلون للّه ومن جملة مملوكيه قرأ ابن سعيد بتخفيف {إن} ونصب {عباد} على حد قول القائل:
إن هو مستوليا على أحد ** إلا على أضعف المجانين

وقرأ آخرون بنصب أمثالكم أيضا على أنّ أن المخففة تنصب الجزأين المبتدأ والخبر على حد قوله:
إذا اسودّ جنح الليل فلتأت ولتكن ** خطاك خفافا إن حراسنا أسدا

والقراءة الأولى أولى وهي التي عليها المصاحف المختارة على غيرها إذ ذكرنا غير مرة إن القراءة إذا لم تكن تبدل أو تغير فتجوز وإلا فلا لأن التخفيف والتشديد والمد والإمالة لا تغير الحروف ولا الكلمات ولا المعنى وكل ما كان كذلك فلا بأس به {فَادْعُوهُمْ} أيها المشركون {فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} ما تدعونهم به {إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ 194} في زعمكم أنهم ينفعونكم، وهذا تحقيق لمضمون ما قبله وتبكيت لهم بما يدّعونه فهم من القدرة والهدى والضلال، ومما يؤكد هذا ويزيد في التوبيخ ونفي ما يتوهمونه في أوثانهم قوله جل قوله: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها} حتى تخاطبوهم؟ وترجوا نصرهم كأناس أمثالكم، كلا ليس لهم حواس كحواسكم وجوارحكم فليس لكم مصلحة بهم أصلا، فيا أكمل الرسل {قُلِ} لهؤلاء الأغبياء {ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ} واستعينوا بهم لينصروكم أو يدفعوا عنكم ضرا، إن كان ما تتصورونه بها حقا {ثُمَّ كِيدُونِ} جميعا أنتم وشركاؤكم بما تستطيعون من أنواع الحيل والمكر فإن قدرتم علي {فَلا تُنْظِرُونِ 195} لحظة واحدة ولا تمهلوني لأستعين بأحد عليكم، وإذا تحققتم عدم نصرتها وعدم إجابتها دعاءكم وظهر لكم عجزها وعجزكم أيضا عن أن تمسوني بشيء لأن معبودي يملك النصر ويجيب الدعاء فلا يمكّنكم من إيصال كيدكم إلي، وذلك {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ} القوي العزيز القاهر لكل شيء الحافظ لمن يتولاه الخاذل من يتكل على غيره المذل من عاداه هو الإله {الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ} علي وشرفني بالنبوة {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ 196} أمثالي لعمارة هذه الأرض ويطهرها من الشرك ويحفظني ومن اتبعني من كيد الكائدين وينصرنا على من يناوثنا {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ} أنتم وأمثالكم أوثانا {لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ 197} كررت هذه الآية بالمعنى بزيادة بعض الكلمات زيادة في التقريع والتوبيخ، وفيها بيان أن الفرق بين من من تجوز عبادته وهو اللّه، ومن لا تجوز وهي أوثانكم المشار إليها بقوله: {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى} لما به نفعكم واجتناب ضركم في الدنيا والآخرة {لا يَسْمَعُوا} دعاءكم لأنها جماد أو حيوان {وَتَراهُمْ} يا سيد الرسل {يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ} أي يخيل إليك يا حبيبي أن الأصنام تبصر من ينظرها بعيونها المصنوعة من الجواهر المتلألئة {وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ 198} لأن قوة النظر لا تكون بشيء مما يصوغونه من مكوناتنا، وإنما هي من قدرة الإله الخالق الذي أعجز جميع خلقه عن معرفة المادة الموجودة في الأعين ولا يزالون عاجزين إلى أن يشاء اللّه.
هذا ما يقتضيه سياق الآية بالنسبة لما قبلها، ونقل عن الحسن أن الخطاب في {وإن تدعوهم} إلى المؤمنين وضمير المفعول للمشركين، على أن التعليل قد تم عند قوله تعالى: {يَنْصُرُونَ} خاتمة الآية قبلها وعليه يكون المعنى: وإن تدعوا أيها المؤمنون المشركين إلى الإسلام لا يلتفتوا إليكم ولا يقبلوا منكم.
وعليه يحسن تفسير السماع بالقول، وجعل وتراهم خطابا لسيد المخاطبين بطريق التجريد، ويكون في الكلام تنبيه على أن ما فيه عليه الصلاة والسلام من شواهد النبوة ودلائل الرسالة من الجلاء بحيث لا يكاد يخفى على أحد، وهو وجيه أيضا.